أكتوبر ٣٠، ٢٠٠٨

حوادث قلب

تحتاج لأكثر من مرة لتُدرك أنك تُوقع نفسك في المتاعب و تُوقع قلبك في المتاعب أيضاً ، لتعلم بعدها أن تَلاحُق أنفاسك و تَسارُع نبضاتك و تشتت أفكارك ما هم إلا نتيجة أوهامٍ عملاقة تختلقها و تعيش فيها و يمر عليك الوقت و أنت تحياها ، ليُصبح بعدها إنعدام وجودها عندك إنعدامٌ للحياتك .
ثم تفيقُ لتحيا واقعك ، بأفراحه و أحزانه ، بجذور عقلك الواعي ، لأن عقلك الباطن مازال في غيبوبته قد صدمه ما إختلقه من وهمك ، ثم يُعيد الكرةَ بعدما يستعيد زمام الأمور .
مازلتَ في واقعية واقعك ، ترى كل شئٍ بمنظارها ، و تُفكر بفكرها ، حتى قلبك يُفكر بواقعية لأنه قد نسى مشاعره و أحاسيسه التي كان يظنُ أنها تتوازن مع الواقع ، تخيل أن يفقد القلب مشاعره و لا يرى لها فائدة في ظل هذه الحياة أو يظنُ أن مصداقيتها كاذبة تُناقض ما خُلقت له ، فقط تخيل !!
ربما في ظل الواقع الحقيقي تجد صراعاً لازال داخلك لأن مشاعرك تُقاوم للحياة داخل قلبك الذي أصبح يُفكر بواقعية ، هي تحتاجُ لأن تستنشق الهواء لتعود بالقلب لوظيفته ، أن يعود ليشعر و هو ما عاد يُصدقها أو يخاف أن يُصدقها ليدخل في وهمٍ عملاقٍ آخر يفقد فيه السيطرة هو الآخر ليعود ألمه و حزنه للمرة المائة .
و يعودُ عقلك الباطن لينسج خيوط أوهامه على قلبك و تُصدقه مشاعرك و أحاسيسك و تتعمقُ و تتعمقُ و تستلذُ ما صدقته و تنتشي ثم تصحو على الحقيقة و يبدأ الألم يَسري و يَسري حتى تسمع تَكسُر قلبك إلى شظايا ، تُحاول أن تأخذَ شهيقَ أنفاسك لتُقنع نفسك أنك بَعدُ حي ، و تبدأ تُلملمُ شظايا قلبك التي تناثرت و تفرقت كالأُحجية ، لكنك تجدُ قطعاً كثيرة مفقودة في أوهامٍ شتى سابقة ، و بعد أن تُجهد نفسك في البحث و تعلم أن لا فائدة ، تبكي كثيراً ليسَ ألماً من الوهم و لكن مما فقده قلبك في الوهم .