يونيو ١١، ٢٠٠٨

حلمي

منذ زمن أسمعه كل يوم في نفس الموعد أو يقاربه يردد نفس الكلمات بنفس الصوت الجهوري : "الصلاة خير من النوم".."الصلاة خير من النوم".."إصح يا نايم "
تأملتُ صوته و رسمت صورة لهذا الرجل وأنا نائمة على فراشي ، كبير في السن عجوز، يرتدي جلباباً و عمامة ، وقد رسمت التجاعيد خارطة الصعيد بأكمله بكل تفاصيله المحببة على وجهه و رقبته و يديه و صوته.
و تحديتُ نفسي المرة القادمة سأجري على الشباك بسرعة كي أراه وأؤكد حسن تخيلي ، في المرو الأولى لم ألحق به عندما ذهبت أبحث عن غطاء رأسي كي أراه، و الثانية كان الشارع مظلم كالفحم ، و الثالثة كنت ممددة على فراشي أقرأ وهكذا تكاسلت ..
لكن كنت أفكر دائماً حين أسمعه لماذا رجل عجوز يستيقظ كل يوم قرابة صلاو الفجر و يأت من بيته البعيد يردد هذا النداء يمر بالشوارع التي تصادفه مروراً بشارعي إلى المسجد البعيد ؟ ماذا يستفيد ؟ الكل نيام ..لن يستيقظ أحد إلا القلة المنعدمة ، أمعنت التفكير : عل عنده أمل أن يستيقظوا..أو عمل يخبر به الله حين يسأله ؟
واستنكرت : كيف يقوم كهلُ مثله و شباب الحي نيام ؟ !!
رُب كهل أيقظ أمة أغلبها شباب
مرت أيامي معه و سنيني و لم أره أو أعرف إسمه ..فقط أسمعه، صوت يصدح ويذكر ..صوت يدعو و يكرر : "الصلاة خير من النوم".."إصح يا نايم".."الصلاة خير من النوم"
والآن سمعته فجريتُ ووضعت غطاء رأسي ووقفتُ أنتظره حتى لاح من بعيد رجل كهل يرتدي جلباباً و التجاعيد خارطة سمراء على وجهه و رقبته و يديه و صوته .
و سمعتُ من يناديه : " عم حلمي .. هتصلي ؟"
28/4/2008


هناك تعليق واحد:

كريم مصطفي سيد يقول...

السلام عليكم
مدونه جميله وجهد رائع
عندما يصلي الناس الفجر بمثل عدد صلاه الجمعه اذا فنصر الله قد اقترب