أغسطس ١٩، ٢٠١١

أربعاء الغدر

أربعاء الغدر!

نحن شعب لن يركع

هند محسن و محمد شاكر - الجزيرة توك - مصر
على الرغم من المشهد الدامي الذي حدث منذ ساعات صباح أمس الأربعاء بميدان التحرير ولم ينتهِ بعد مستمراً حتى ساعات فجر اليوم التالي، وماترتب عليه من شهداء وآلاف الجرحى، إلا أن الروح المعنوية لدى الشباب المرابطين هناك مرتفعة للغاية - ليست مبالغة - إنما هي شهادات حية منهم، إذ يبدون تصميماً قوياً على عدم فض الرباط حتى رحيل مبارك ومحاكمته.
ماحدث يوم أربعاء الغدر من وحشية في معاملة شباب أعزل لم يرتكب جريمة سوى قيامه برفعة وفداء الوطن وتصدى لسلطانٍ جائر، وماخلفه ذلك من إصابات بالغة وخطيرة.
وفي ذات الوقت صدْ تلك الهجمات من قِبل الشباب الشريف بكل قوة ونظامية رغم سقوط الجرحى والشهداء، يؤكد لنا طبقاً لتاريخ هذا الشعب العريق أنه لم ولن يستسلم، ولن يركع، فالذي جعلهم يصمدون في جمعة الغضب حيث التقتيل الهستيري من قِبل قوات الداخلية للمتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي والمطاط، قادرٌ أن يجعل منهم منتصرين، فهم يرددون دائماً: "الله معنا ولن يخذلنا".
وهنا الكل يعلم أنه بعد خطاب الحاكم البلطجي غير الشرعي مساء الثلاثاء والذي قطرت كلماته سماً، كما احتوى على الوعيد للمرابطين بالميدان، والتخيير بين الفوضى والاستقرار، ثم نزول عصاباته بعد ساعة من خطابه محافظتي الإسكندرية وبورسعيد، علمنا والعالم أجمع وقتها أنه لا تفاوض أو خنوع أو مهادنة أو حوار مع نظام يذبح شعبه بيد شعبه!!، وسيكون كل ما يفعله مصدر قوة للشباب ووقود لثورة تحرير الوطن.
الكل يردد أنهم في الميدان، والكل يدعمهم معنوياً ومادياً وطبياً، لم يكن يعلم مبارك أنه بما فعل من جرائم ضد المرابطين بالميدان أنه سيوحد الأديان، ويلغي الفروق، ويغسل صدأ 30 عاماً من حكمه كانت تعلو أخلاق المصريين ونخوتهم وأُخوتهم، لم يكن يعلم أنه سيزيدهم تماسكاً وصلابةً.. أنهم سيكونون أكثر عنداً منه. المنتفضون بعثوا برسالة لمبارك مفادها أنهم باقون، وأنه لو أمعن فيهم قتلاً وحرقاً وبلغ شهداءهم الآلاف وزاد عدد جرحاهم عن الـ 2500 جريح حتى الآن، فلن يغادروا مواقعهم ويتركوا ميادينهم حتى يرحل.
فمطلبهم رحيله وهو يزداد عناداً من أن يفعل، لم يرغب أن يرحل بهيبته كما فعل الملك فاروق عندما تنحى عن العرش نزولاً على رغبة الشعب، كما لم يفعل مثلما قام زين العابدين بن علي فراراً من تونس، وقد استنفذ جميع الفرص التي كانوا سيفاوضوه فيها، فلم يبقَ لديه سوى خيار المحاكمة ذلاً وستكون له.
ما قام به مبارك بدءاً من جمعة الغضب، ثم ختمها في أربعاء الغدر جرائم حرب ضد شعبه استخدم خلالها جميع أنواع الأسلحة منها المحرم دولياً من شائعات وترويع وتزويرٌ للواقع الفعلي وقنابل مسيلة للدموع وحارقة ورصاص حي ومطاط وحرائق وتخريب ونهب وسلب، كما استعان برجال داخليته وأعضاء حزبه الفاشي!!، صدمت العالم أجمع شعوباً وليست أنظمة، ستتم محاكمته عليها جميعاً عسكرياً وشعبياً، وسيعاقبه عليها القانون، سيشهد العالم هذه المحاكمة وسيقبع في سجون الذل، لقد قتل شعبه، إلا أن هذا الشعب أعطاه درساً بأنه سحصل على جميع مطالبه
.. ولن يركع .. لن يركع .. لن يركع.
ملحوظة: تم نشر هذا التقرير بموقع الجزيرة توك

ليست هناك تعليقات: