أغسطس ١٩، ٢٠١١

إنهم لا يتعلمون حقاً!!

إنهم لا يتعلمون حقاً!!

ليبيا واليمن والجزائر والبحرين على ذات النهج!

هند محسن - الجزيرة توك - مصر
إنهم أغبياء حقاً...تلك الأنظمة الديكتاتورية العربية التي تحكمنا منذ قرون، يُكرّرون ما اقترفه سابقوهم فهم يمشون عليه كالخط المستقيم لا يتعلمون من الأخطاء المُرتَكَبة، أو جرائم الحرب المُقتَرفة في حق شعوبهم المتفجرة ثورة!
الغباء قد ينتج عن أول نظام عربي سقط لأنه لم يجد مَن يتعلم منه كنظام تونس البائد مثلاً، والغباء قد ينتج عن ثاني نظام عربي سقط لأنه متعجرف ولأن كبرياءه لامس الكفر كنظام مصر الفرعوني، لكن أن يكون هناك ذات الغباء لثالث نظام عربي، يستخدم الاستراتيجية القمعية ذاتها، والخطاب الاعلامي الرسمي ذاته، الكارثة أنه يحمل المضمون نفسه وتختلف الكلمات قليلاً، بل قل تنتحر غيظاً!، ثم يبدأ بالتراجع والتخاذل ذاته...ثم يأتي الخَلع، ويرتاح الشعب.
سيناريو الغباء!
على الرغم من أن السيناريو الأزلي يتكرر في اليمن والجزائر والبحرين من قمع إرهابي كبير وقتلٍ للشعب وتصريحات رئاسية بأن زمن الإنقلابات قد مضى، وأن حكام هذه الدول ليسوا طُلاب سلطة فهي مَغرمة وليست مَكرمة، وأن اليمن والجزائر والبحرين ليسوا مصر أو تونس، إلا أن ليبيا قد فاقت شقيقاتها الثلاثة، فالسيناريو الخاص بها نسخة مفصلة من سيناريو شاهدناه مُسبقاً في مصر، أكاد لا أفرق بينهما اللهم إلا التقتيل الوحشي السادي بآلة الحرب الثقيلة والقناصة منذ اليوم الأول!!
فليبيا البلد المتاخم لمصر شهدت خلال الأيام الخمسة الماضية تظاهرات كبرى قوية وسلمية بدأت في بعض الولايات والمدن حتى انتشرت في جميعها تردد في صوتٍ جهوري: "الشعب يريد إسقاط النظام" لغة لا يفهمها غباء الأنظمة المزمن، وتم التعامل معها بذات المنهجية..قام النظام الليبي القمعي بقطع الإنترنت والكهرباء والوقود عن مدن ليبيا الثائرة..قمع همجي إرهابي هائل من قِبل كتائب القذافي والمرتزقة..وأسلحة محرمة دولياً..وأسلحة ثقيلة آلية وصواريخ آر بي جي ومدراعات وأسلحة مضادة للطائرات، سقط خلالها حتى الآن أكثر من 200 شهيداً ليبياً، وآلاف الجرحى، ثم استخدام سلاح البلطجية كما فعل نظام مبارك، والاعتداء على الجرحى في المستشفيات بالمثل تماماً فكان نظامنا يختطفهم ويعذبهم!
 حتى خروج تظاهرات مضادة مؤيدة للقذافي، ثم الخطاب الأول الذي أتحفنا به سيف الإسلام معمر القذافي، حيث جاء صلفاً، وصف المتظاهرين بالمدمنين، توعد فيه الشعب بأنهار من دم وحصار اقتصادي مفزع واحراق للبترول، وحذرهم من حكم إسلامي سيفتتهم إلى دُويلات، وخيّرهم بين أبيه وبين الحرب، ثم عرض حواراً بين فصائل المعارضة والنظام الليبي ونسيان ما كان!، مُتعهداً بتغيير علم الدولة والنشيد الوطني وبعض مواد الدستور وحكم محلي وليبيا جديدة، وحاول أن يبكي!
ما أشبه ليبيا بتونس ومصر !
إذاً هي وراثة الغباء، أو الغباء بالوراثة، يا إلهي إن الأنظمة العربية تتوارث الغباء في جيناتها حقاً وشعوبها تضحك ثورةً من هول المفاجأة، السيناريو يتكرر، فهل سيكون لدينا قوة الاحتمال أن نرى خلال الفترة القادمة الغباء يتكرر 22 مرة؟! ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه ليبيا بمصر وتونس، إنها ثالثتهما إلا أن غباء نظامها لم يعِ بعد ذلك سوا بمزيدٍ من التقتييل ومزيدٍ من الثورة.
هنيئاً لك ليبيا أن تلحقي تونس ومصر إلى الحرية، وفي انتظار 19 شقيقة أخرى لتلحق بالقطار.


ليست هناك تعليقات: